فتاة الأحلام -->
حياة حياة

فتاة الأحلام

هناك، على الضفة الأخرى من الحبّ.
يوجد منزل، أرجوحة، وبضعة من أمل.
أمشي ثم أركض، أخفف السرعة ثم أعاود الركض.
مرة، اثنتان وثلاث ولم أصل .
أراه من بعيد، مرّة أخرى منزل وأرجوحة وبضعة من أمل.
ومع ذلك أقترب ولا أصل .
محاولة أخيرة ولا أظنها ستبوء بالفشل كغيرها _فحدسي لا يخطىء_

-لا يزال عطر أمي على زاوية الطاولة يخبرني بأنه يخبّئ رائحتها لديه وأنّه لن يُفتح إلّا بيدٍ حرّة !
نظراته وهو جامد ساكن تشي بالخوف المثقل .
وأنا أمقتُ الخوف .

-تناديني الشمس بأن تعالي، أنا هنا ما زلتُ هنا، أشعل الدفء لأجلك ألف مرّة أخرى !
وأهرب، لأنّي أهابُ النّار .

-يقول لي جدّي بأنّي هاربة من الأحلام، بأنّي ابنة التخيّلات العميقة، وفي قصّتي الحقيقيّة أنا ميّتة !
وأنا أكره الموت .

-ستستطيعُ السّماء رسمي مرّة أخرى، بحلّةٍ جديدة أريد اختيارها بمفردي، سئمت اختيارات الحياة الباهتة المصطنعة، ويجيئني الردّ قاهرًا بأنّ السّماء ليست لي، ليست لعيوني العسليّة، ليست لروحٍ من عبق الأحلام القديمة !
وأبكي، أبكي عنوة !

-لن أحزن، ما زالت أختي تحبّني، ستصنع لي كيك الفراولة بالشوكولاتة، سنركض سويًة، سنجولُ المدن بفستانين من ورد، سنضحكُ حتّى البكاء، وندندنُ إيقاعات الحبّ بخفّة طفل، سنلتقط الصّور، سنطير مع العصافير، وستولدُ معنا حكاية جديدة لن تموت قط !
وأعودُ لذكرياتي، وحيدة .

-لم يحدث وسُدّ باب أبي في وجهي، ألوذُ إليه هاربةً من ذكريات عششت داخل رأسي آلاف الندبات !
ويموتُ أبي .

-لكنّها النجوم وحدها من أعادت لقلبي الأصمّ غنوة الحياة، وجعلته يفخرُ بعناده الذي يشبهني، رسمنا الوعود الأبديّة، وركبنا على قطار الأحزان محمّلين بالحنانِ والأمان، آملين الله زرع البسمات ودفن الآهات 
والعيش الهانئ برفقةِ الحبّ، والمنزل، والأرجوحة !
لكنّ النجوم، حتّى النجوم احترقت .

-وما زلتُ أحاول الوصول بكافّة جوارحي
بنفس الحلم الذي زرعه جدّي في فؤادي المُتعب
بذاتِ السّماء الضاحكة لوجهي
بعطرِ أمّي الذي ينتظرني
وكيكتي المُفضّلة.

لم يعرف الآخرون بعد
بأنّ
فتاة 
الأحلام
الهاربة 
من 
الحكايا
لا تموت .
تستمرُ الحياة برسمها كقصصٍ هاربةٍ من الخيال
والقصص تولدُ لتحيا داخل أرواح بللها اليأس
وتبقى، وحدها القصص
أبواب الأقفاص المغلقة في وجوه الحالمين.
وتبقى تلك الفتاة تحاول، بعنادها المأجج داخل صدرها
بعينيها العسليتين اللامعتين
بأملها الكبير الدافئ
بزرعِ حكاية جديدة بخيالٍ حقيقيّ
تحت عنوان

"أنا ما زلتُ أحاول"

ميرنا_طيفور|💎

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

حياة

2016