تاريخ وحكمة -->
حياة حياة

تاريخ وحكمة

إنه ولابد أنه مما يثير النفس حيرة، ويطول عنده الوقوف استفساراً، هو أنه كيف لأمة أن تنقص مع الزمان حكمةً، عندما كان من المفترض _حسب ميزان العقل_ أن تزيد. 
تاريخ ظُلم عندما استقر في عقول خصصت له حدوداً قد تختلف تسميةً (من ثقافة عامة أو ثقافة تاريخية أو غيرها) ولكنها تتوافق جهلاً، لأن التاريخ خلق حراً ليعبث بالفكر كيف ما يشاء "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"
كنت قد قرأت البارحة مقولة تقول أن" المستغفر من الذنب وهو مصّر عليه كالمستهزىء بآيات الله"، ولا أراها بعيدة على أن تنطبق على من يدعي الثقافة، فليس كل مثقفٍ حكيم، وهو حينها بعيد كل البعد عنها، وإنها والله لتمام الغفلة أن يظن المرء بنفسه صواباً وهو على تمام الخطأ.
ساء الحال وعظم الأمر فدعا الواقعُ ربه، أي رب هلّا أعدت التاريخ يوماً. والجواب سابق في كتاب الله "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
عندما نرى أن الحكمة جاءت في القرآن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكتاب في أغلب مواضعها، فكان من آثارها الحميدة أن رزق المرء بجانبها فصل الخطاب "وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب" والفصل يكون في كل أمور الحياة صغيرها وكبيرها بين ما يريده الله وما لا يريده، والحكيم من وضع الشيء في نصابه، لأنه "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرَةُ من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " 
ونرى في المقابل أمة فصلت الدين عن الدنيا فتركت ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وبدا لها الأمر في حكم الله، وحجّرت القرآن والسنة على كونهما ملجأ روحياً ليس إلا، في حال انتكاسها إثر فشل دنيويٍّ وبالأخص ماليٍّ، 
حينها يفهم العقل كيف تغيرت موازين أمة ملكت بلاد الروم وفارس حتى أصبحت ترجو أن تعيد حكمها على ذاتها لا أكثر ولا أقل.
إن الثابت على مبدأ يلقي بآثاره على من حوله، ونحن ما ثبتنا على منهج الله الذي يريد فلا أثرنا بغيرنا ولا حافظنا على شبابنا من خطر التأثر بالباطل، أخذين العزة بالإثم متجرئين على حدود الله بنعمة الاختيار التي رزقنا إياها، فاخترنا ما لا يريده الله عز وجل ناسين عِظم قدر الله وقدرته على قهرنا "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين".
-ميّار

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

حياة

2016