النساء عبر العصور -->
حياة حياة

النساء عبر العصور

وجد الإنسان على هذه الأرض مخلوقاً ككل المخلوقات الأخرى يحاول أن يكون أكثر تكيّفاً ساعياً إلى البقاء على قيد الحياة...
قانون الغابة هو " البقاء للأقوى" 
أمّا قانون البشريّة "بنظري": البقاء للأكثر تعايشاً.
كانت المرأة مذ بداية الحياة البشريّة هي الراعي الأوّل لعائلتها فقد شكّلت نصف المجتمع وأُمّاً للنصف الآخر...
نظريّاً نرى بأن المرأة في فجر التاريخ كانت تمتلك السلطة في المجتمع، حيث كانت المجتمعات مجتمعات أموميّة..

و مع ظهور الحضارات القديمة تميّزت كل حضارة بخصائص مجتمعية وقوانين تختلف عن حضارات أخرى
فعلى سبيل الذكر : امتلكت المرأة المصرية مكانة رفيعة في المجتمع، حصلت بواسطتها على حقوقها بشكلٍ كاملٍ، ومنها تطليق الزوج، وامتلاك الإرث وغيرها. فقد كان النظام الأمومي حاضراً بقوة. لكن في ما بعد، ومع عصر الاضمحلال الأول فقدت المرأة مكانتها، حيث لم يعد بمقدورها الخروج منه، ولم تتمكَّن من رؤية أيّ رجل باستثناء زوجها..
و في عصر اليونانيين الكلاسيكيين لدى هوميروس (700 ق.م)، كانت حال المرأة أكثر تطوّراً مما آلت إليه في عصر بريكليس (سياسي يوناني أثيني 429 ق.م ). لكنها في العموم، حظيت بالاحترام رغم التناقُضات التي تعتري طريقة التعامُل معها، لناحية إلزام المرأة الثريّة على البقاء في المنزل، في حين تُجبَر الفقيرة على العمل، وبالتالي تمتلك الأخيرة حيِّزاً من الحرية.

لكن نجدنا ننظر مطوّلاً كيف آل وضع المرأة إلى هذا التّردي!
عندما بدأ الإنسان يفكّر في تحديد النسل وضبط الإنجاب، أصبح الرّجال يسعون إلى تطبيق هذا القانون ولكن بفرض ذكوريتهم أيضاً وباعتبارهم الجنس الأرقى وقد ساعد على تدعيم نظرتهم وجود الرق والعبيد والجواري، حيث لم يكن أيّاً منهم يتقبّل فكرة أن يتساوى مع جاريته التي يمتلكها...
حيث وصل بهم الأمر إلى حبس النساء في البيوت ووضع كلاب حول المنزل لمنعهم من الخروج.. 
وفي بعض القوانين الديانات القديمة نجد ظلماً كبيراً في حق المرأة ومنها:
حمورابي:
1. رب العائلة له الحق أن يفعل ببناته مايشاء ، وذلك يعني أن يزوجهن أو يبيعهن للمعابد أو يتزوجهن بنفسه ولو كان المسلمون يتقززون من هذا القانون 
2.الزرادشتية : أمّا الديانة الزرادشتية التي حكمت على الزوجة عند استيقاظها في كل صباح ان تنحني لزوجها تسع مرات وهي تمد ذراعيها كما لو تصلّي .
3. في ديانة مانو : هناك اوامر صارمة في ديانوة مانو تتمثل الا تبحث المرأة عن الاستقلال أبدا وأن تطيع زوجها ووالدها طاعة عمياء هذه الأيديلوجية شبيهة
_____________________
استدعى انخراط نسبة كبيرة من الرجال في الحربين العالميتين، إلى مجابهة النتائج المترتبة على ذلك اقتصادياً واجتماعياً. هكذا ملأت المرأة الفراغ الذي خلفه الرجال في أعمال الزراعة والصناعة، فانتقلن من الحالة "الملائكية" إلى كائنات ناشطة اقتصادياً. وكان في المحصلة أن استحوذت النساء على المزيد من الأدوار بعد شيوع فُرَص العمل خارج نطاق الأسرة. وهنا، بدأت المرأة بافتتاح شركات مُستقلّة. كما كافحت لدعم التغييرات القانونية التي تمسّها، ومنها قوانين الطلاق وصولاً إلى العنف بأشكاله. إذ أدّت الفتوحات النسائية في العالم الغربي إلى امتلاك حقوق أكبر وإلى تقليص الفجوة بين الجنسين..
على الرغم من ذلك لا نزال نرى الكثير من العوامل المجتمعية التي تشكل عائقاً في وجه تمتع المرأة بحياة طبيعية سليمة، دون تعرّضها للعنصريّة وتمتعها بحق الاختيار، حيث ان المرأة حتى يومنا هذا في حالة من "الرقابة" والمحاكمة على جميع تصرفاتها في ظل غياب قانون يحميها وعقول تدرك واقعها الأليم.
إعداد:شام رمانة.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

حياة

2016