البس الكفنْ -->
حياة حياة

البس الكفنْ


البس الكفنْ

وغطّي جلدكُ الميّت به جيًدا
ثمّ، هيّئ نفسك للوداع
لاتبكي، القليل فقط من الوداع
مع رشّة عناق، لكلّ ما أحببت .
دفّئ نفسك فهناك صقيع، شتاءٌ بارد.
جهز العدّة من طعامٍ وشراب وهواء
ستختنق، ستموت جائعًا،
لاتمت.


ولتكملُ المسير إلى أن تصل، لا تعد
لم يعد لديكَ شيئًا هنا،
لا تعد، واصل السير خفيةً، مخاتلةً، لا يهم.
لكن لا تعد .

تقفّى آثار دمع الأمهات، وخشونة يد الآباء
صراخ الطفلات اليتيمات، وحزن وجوه المدينة.
ستمشي مع خطواتِ الدبابات، ودوي انفجارات الأزقة
سترى النيران تلتهم الأمل الأخير بشراهة، والحزن _حزن الوجوه_ ينفثُ الحقد المأجج ليحاول بكلتا جناحيه أن يلتقطَ مشهد الحبّ الأخير، الوداع الأخير، والقبلة الأخيرة.
ستركضُ ربّما لتلاحق الأرواح، ستصرخ ربّما لتمسكَ الأيادي الهاربة،
ستلهث، ستبكي، ستجثو، ستبكي، ستقاوم، ستساعد، ستقاسي، ستعاني، ولكن ستبكي.
ولا فائدة اليوم من البكاء
هناك المزيد، والمزيد فقط
من الوداع، من الغطاء الأبيض،
والأمل
والعناق الأخير البارد كبردِ الشتاء.
ميرنا طيفور

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

حياة

2016